البحث

جديد الموقع

الفتن الصماء

21634 | الجمعة PM 05:07
2015-05-15

عـلامات الساعـة

13658 | الجمعة PM 04:54
2015-05-15

أصول الإيمان

11311 | الجمعة PM 04:49
2015-05-15

الخوف من الله

22612 | الجمعة PM 04:45
2015-05-15

حربٌ على الفضيلة

14249 | الجمعة PM 04:41
2015-05-15

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 971949
يتصفح الموقع حاليا : 18

عرض المادة

توبة الدكتور غازي القصيبي-سامحه الله- رسالة لمن أضاع الطريق

15615 | الاثنين AM 06:55
2010-03-29

توبة الدكتور غازي القصيبي-سامحه الله-

رسالة لمن أضاع الطريق

 

جميلة تلك الأبيات التي ترنم بها الشاعر الدكتور غازي القصيبي-وهو على فراش المرض- وقد قارب السبعين عاماً .

غازي القصيبي-سامحه الله- الذي ملأ الدنيا ضجيجاً بشعره الغزلي،وكتاباته الجريئة التي ساهمت بتحوِّل أفكارٍ ثُلة-لا يُستهان بعددها- نحو الانحراف الأخلاقي، وشجعت كثيراً من الشباب الذين يعيشون في البلد المحافظ على تسوّر جدران الفضيلة، ها هو بعد هذا العمر الطويل يعود تائباً نادماً على ما فَرَط منه في سالف أيامه، ويعلنها توبة صريحة إلى الله سبحانه طالباً منه العفو والمسامحة، متمنياً أنْ لو عاد إلى أوّل صباه، فعمَّر حياته بالعبادة وقراءة القرآن وملازمة الذكر .

يقول غازي :

أغالب الليلَ الحزين الطويل

أغالب الداء المقيم الوبيلْ

أغالب الآلامَ مهما طغت

بحسبي اللهُ ونعم الوكيلْ

فحسبي الله قبيل الشروق

وحسبي الله بُعيد الأصيلْ

وحسبي الله إذا رضَّني

بصدره المشؤوم همي الثقيلْ

وحسبي الله إذا أسبَلَت

دموعَها عينُ الفقير العليلْ

يا ربِّ أنت المرتجى سيدي

أَنِـر لخطوتي سواء السبيلْ

قضيت عمري تائهـاً، ها أنا

أعود إذْ لمْ يبْقَ إلا القليلْ

الله يدري أنني مؤمنٌ

في عمق قلبي رهبةٌ للجليلْ

مهما طغى القبح يظل الهدى

كالطود يختال بوجه جميلْ

أنا الشريد اليوم يا سيدي

فأغفر أيا ربِّ لعبد ذليلْ

ذرفت أمس دمعتي توبة

ولم تزل على خدودي تسيلْ

يا ليتني مازلت طفلاً وفي

عينيَّ ما زال جمال النخيلْ

أرتل القرآن يا ليتني

مازلت طفلاً في الإهاب النحيلْ

على جبين الحب في مخدعي

يؤزني في الليل صوت الخليلْ

هديل بنتي مثل نور الضحى

أسمع فيها هدهدات العويلْ

تقول: يا بابا تريث فلا

أقول إلا سامحيني هديلْ

كلمات مؤثرة، وعلى قدرِ ما كانت القصيدة مؤثرة، إلا أن مما زادها أثراً ووقعاً في القلوب اعترافُ كاتبها بأنه كان تائهاً حتى استبانت له منارات الطريق الحق؛ وظهرت له شمس الحقيقة .

إن هذه القصيدة رسالة إلى من أضاع عمره في اللهو والمجون والطرب والمحادة لله ورسوله، فإنه سيوقن إنْ تقدم عمره أنَّ سعيه لم يكن إلا إلى شتات .

فإذا كانت هذه القصيدة من رجلٍ كغازي القصيبي؛ الذي اجتمعت له المكانة الاجتماعية؛ والثراءُ الفاحش، والمناصب السياسية الكبرى، فكيف بمن لم يحصل على أيٍّ من ذلك؛ وهو مع ذلك يهاجم الدين؛ ويحارب الأخلاق؛ ويدعو إلى الذوبان في المدنية الغربية واللحاق بركب اليهود والنصارى وغيرهم من أمم الكفر؟!.

فما أجمل بالمرء أن يعتبر بما يقرأ ويسمع، وما أجمل به أنْ يتوب إلى الله سبحانه قبل حلول الأجل وفوات الفرصة وانقطاع زمن التوبة، فإنَّ التوبة تجبُّ ما قبلها .

ولايغتـرّ المسرفُ على نفسه بحلم الله سبحانه، فإنَّ الله تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته.

غفر الله لغازي؛ وتقبل توبته، وجعل عملَه عبرةً وعظةً لمن لم يزل يتخبط في متاهات الحيرة، لعله أنْ يراجع نفسه فيرتدع عن غيه .

                                  10/4/1431هـ

26/3/2010م

 

 

Powered by: GateGold

جميع الحقوق محفوظة لموقع الموقع الرسمي للدكتور سالم العجمي